أجرّ الرمل من هدُبِِ الفيافي ** إلى بحرٍ على شفتيكِ غافِ
و أمطرُ من عيونكِ زقزقاتي ** لعلَّ الشوقَ يصدحُ في شِغافي
هما بيتانِ منْ عسلٍ و شايٍ ** أعاداني إلى حــلو القوافي
أرى بيتاً كنهر الحبّ يجري ** وبيتاً يستنيرُ على ضفافي
أيا حلُمي سكنتِ القلبَ شِعراً ** فسالَ العشقُ من عِنبِ اعترافي
أنا الأيــّامُ تعصرني رحاها ** و بعضُ الحبّ يثملُ باغترافي
لحونُ النبضِ تُشعلني هياماً ** و تسكبُني دماً كفُّ التجافي
كتبتُكِ أجملَ الأشعارِ حتى ** نزفتُ قصيدةً و الجرحُ خافِ
يخافُ الحبرُ من طعناتِ بوحي ** فيا حبري المنوّر لا تخافي
أنا حرفٌ توضّأ بالحكايا ** و رتّلَ وشوشاتِـــكِ للمــــــرافي
دموعُكِ بلّلَتْ شطآنَ عُمري ** بضوءٍ منْ عبابِ الروحِ صافِ
و طافتْ حول أنفاسي سماءٌ ** لتزرقَّ المشاعرُ بالطــــوافِ
تركتِ الموجَ للحدقاتِ يشدو ** فماتَ الخوفُ في زبدِ ارتجافي
رآكِ الحُلْمُ لُـــجَّـةَ أغنياتٍ ** بها شبَقي كغصنِ اللحنِ طافِ
إذا نار الصّدى همسَتْ شــمَمْنا ** رمادَ الذكرياتِ من الأثافي
بعطركِ يستفيقُ الصبحُ ورداً ** و يُغفي الليلُ فُلاًّ في لِحافي
عناقيدُ الرؤى تغزو عروقي ** فصُبّي مُقلتيكِ تكُنْ سُلافي
و ذوبي في دروبِ الوقتِ ثلجاً ** يجدني الماءُ محترقَ الهُتافِ
متى تظمأْ نداءاتي تطيري ** غماماً من شــرايين الجـــــفافِ
بلا عينيكِ أرصفتي خطايا ** فهُزّي الجفنَ يســّاقطْ عفافي.